الأمطار الحمضية مكوناتها وتأثيرها على البيئة والتربة والانسان

0


التعريف بالمطر الحمضى 

يعدُّ المطر الحمضي إحدى القضايا البيئية واسعة النطاق مُنذ القرن التاسع عشر الميلادي، إذ يُشير إلى الطُرق المختلفة التي تسقط فيها الأحماض من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض، أمّا الترسيب الحمضي  فيُمثّل المفهوم الأكثر دِقّةً لوصف هذه الطرق، إذ يشمل كلا الأشكال الرطبة والجافّة التي تسقط بها الأحماض على الأرض يشمل الترسيب الرطب :

 الثلوج، والضباب، والمطر الحمضي، إذ يسقط على سطح الأرض، ويتدفّق عبر الأراضي والمسطّحات المائية، ويلُحق آثارًا وأضرارًا بالحيوانات والنباتات المختلفة، ولكن يُشار إلى أنَّ مقدار حِدّة تأثير الأمطار الحمضية على الحياة البرية يعتمد على عِدّة عوامل، منها؛ درجة حموضة المياه، ونوع الكائن الحي الذي تصل إليه الأمطار، بما في ذلك الأسماك، والأشجار، وغيرها من الكائنات التي تعتمد على المياه، بالإضافة إلى كيمياء التربة وقدرتها التخزينية المؤقّتة.

 أمّا الترسيب الجافّ  فيقصد به الجزئيات والغازات الحمضية التي تسقط على الأرض، إذ تهبّ الرياح المُحمّلة بها، وتصل إلى المباني، والأشجار، والمركّبات، ويُشار إلى أنَّ ما نسبته 50% تقريباً من الأحماض الموجودة في الغلاف الجوي تسقط على الأرض من خلال هذا النوع من الترسيب، كما من المُمكن أن تختلط الأمطار الساقطة فيما بعد بالجزيئات والغازات المُتراكمة على الأسطح، ممّا يجعل تركيبة الأمطار أكثر حمضية.

 وتتكون الأمطار الحمضية بسبب مركبات النيتروجين والكبريت الناتجة عن الأنشطة البشرية والتي تتفاعل في الجو لتكوّن الأحماض.


مصادر المطر الحمضي:

 - أكسيد الكبريت: ينبعث ثاني أكسيد الكبريت (غاز عديم اللون) كمنتج ثانوي ناجم عن الوقود الاحفوري المحترق الذي يحتوي على الكبريت. وينتج هذا الغاز عن عدة عمليات صناعية مثل إنتاج الحديد والصلب والمصانع وعمليات تصنيع النفط الخام.

 

-أكسيد النيتروجين: يعتبر أكسيد النيتروجين، من المواد الكيميائية المسؤولة بشكل رئيسي عن تكوين المطر الحامض

 

كيف تتكون الأمطار الحمضية

 تتكون الأمطار الحمضية من تفاعل الغازات المحتوية على الكبريت، وأهمها ثاني أكسيد الكبريت مع الأكسجين بوجود الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وينتج ثالث اكسيد الكبريت الذي يتحد بعد ذلك مع بخار الماء الموجود في الجو، ليعطي حمض الكبريت.


تأثير المطر الحمضي:

- على البيئة البحرية:

إن زيادة حموضة الماء تعود إلى انتقال حمض الكبريت وحمض الأزوت (النيتروجين) إليها مع مياه السيول والأنهار بعد هطول الأمطار الحمضية.

 

كما تجرف الأمطار الحمضية معها عناصر معدنية مختلفة بعضها بشكل مركبات من الزئبق والرصاص والنحاس والألمنيوم، فتقتل الأحياء في البحيرات.

 

 وكما أن ماء البحيرات يذيب بعض المركبات القاعدية القلوية الموجودة في صخور القاع أو تنتقل إليها مع مياه الأنهار والسيول، فتنطلق شوارد البيكربونات وشوارد أخرى تعدل حموضة الماء، وتحول دون انخفاض الرقم الهيدروجيني، ويعبر عن محتوى الماء من شوارد التعديل ب "سعة تعديل الحمض".

 

- على الغابات و النباتات:

إن تدمير الغابات له تأثير في النظام البيئي، فمن الملاحظ أن إنتاج الغابات يشكل نحو 15% في الإنتاج الكلي للمادة العضوية على سطح الأرض.

 

يُشار إلى أن كمية الأخشاب التي يستعملها الإنسان في العالم تزيد عن 2.4 مليار طن في السنة، كما أن غابات المزروعة في 1 كم تطلق 1300 طن من الأكسجين.

 

- على التربة:

يؤدي إلى اضرار بالغة بالتربة، حيث يخفض نشاط البكتيريا المثبتة للنيتروجين. وانخفاض معدل تفكك الأداة العضوية، مما أدى إلى زيادة سماكة طبقة البقايا النباتية إلى الحد الذي أصبحت فيه تعوق نفاذ الماء إلى داخل التربة والى عدم تمكن البذور من الإنبات، كما أثرت على انخفاض إنتاجية الغابات

 

-على الإنسان:

 يتشكل الضباب الدخاني في المدن الكبيرة، وهو يحتوي على أحماض، حيث يبقى معلق في الجو عدة أيام، وذلك عندما تتعرض الملوثات الناتجة عن وسائل النقل بصورة فادحة إلى الأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس، فيحدث بين مكوناتها تفاعلات كيميائية، تؤدي إلى تكوين الضباب الدخاني الذي يخيم على المدن وخاصة في ساعات الصباح الأولى.

 

والأخطر في ذلك، هو غازي ثاني أكسيد النيتروجين، لأنه يشكل المفتاح الذي يدخل في سلسلة من التفاعلات الكيميائية الضوئية التي ينتج عنها الضباب الدخاني وبالتالي نكون أمام مركبات عديدة لها تأثيرات ضارة على الإنسان إذ تسبب احتقان الأغشية المخاطية والسعال والاختناق وتلف الأنسجة وانخفاض معدل التمثيل الضوئي في النبات الأخضر.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)